العمر يتصل بمندوب حماس في لبنان ويطلع منه على أخر المستجدات في غزة
المسلم - خاص | 11/1/1430
في اتصال هاتفي للشيخ الدكتور ناصر العمر ومجموعة من العلماء وطلبة العلم في الرياض ، جرى حديث مطول مع الأستاذ أسامة حمدان مندوب حركة حماس في لبنان حول آخر المستجدات في ما يجري من أحداث دامية في فلسطين إثر العدوان الصهيوني الغادر على غزة .
وقد أكد العلماء وطلبة العلم وقوفهم الكامل مع إخوانهم الفلسطينيين المستضعفين في غزة وأبدوا مدى تألمهم وتعاطفهم لما أصاب أهل غزة من بلاء وضر وأيدوا ما يقوم به المجاهدون في حركة حماس وغيرها من ممانعة ومقاومة للعدو الصهيوني .
وقد بين الأستاذ أسامة حمدان في حديثه مع العلماء والمشايخ أن القضية الآن لدى حماس ولدى الشعب الفلسطيني ليست مجرد قضية سياسية بل هي قضية إيمان وعقيدة قبل كل شيء.
وفند الأستاذ أسامة حمدان ما يروج له البعض من أن حركة حماس قد أخطأت القرار بإنهاء التهدئة و أن ذلك هو سبب العدوان الصهيوني على غزة . وقال حمدان : إننا حين قبلنا التهدئة قبل ستة أشهر قبلناها على اعتبارين أساسيين: الأول قطع الطريق على كل من يقول أن عدم مرونتنا السياسية هو ما يسبب الأذى والبلاء على شعبنا. ونحن نعلم أن هذا القول هو إما لتبرير التآمر على الشعب الفلسطيني و إما لتبرير العجز عن نصرة المجاهدين. وقبلنا هذه التهدئة أيضا لنعطي الفرصة لكل من يريد أن يساهم في نصرة القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني و أما السبب الثاني لقبولنا التهدئة فهو لأجل إعطاء شعبنا فرصة لالتقاط أنفاسه وتحسين أوضاعه المعيشية البائسة . ثم بين حمدان أنه طوال تلك الفترة لم يراع العدو الهدنة. فعلى مدى مائة وثمانين يوما أغلق العدو المعابر مدة مائة وعشرين يوما و لم يدخل مما كانت تحتاجه غزة سوى 15 % ، فضلا عن اعتداءات عديدة بلغ عددها 53 اعتداء وبلغ عدد الشهداء 28 شهيدا و116 جريحا فضلا عن معاناة الشعب في الإغلاق والحصار.
وأضاف حمدان: عندما اقتربت المدة من النهاية روجع الوسطاء وقيل لنا أن ( الأمور ستبقى على حالها وخير لكم أن لا تفكروا أن نهاية الهدنة تعني فتح المعابر ورفع الحصار) فدرست الحركة الأمر وقررت أنها لن تعطي الدنية في دينها وأنها لن تقبل بشروط العدو وأنه متى ما انتهت الهدنة تلقائيا فإن حركة حماس لن تجددها وسوف تستأنف المقاومة .
ثم بين أسامة حمدان بعضا من صور الواقع الأليم في غزة هذه الأيام وقال: إنه واقع صعب وقاس وأليم ، ومثل لذلك بانقطاع الكهرباء عن غزة منذ عشرين يوما حتى غرقت في الظلام عدا مناطق صغيرة تستعين بالمولدات الخاصة التي ربما تتوقف قريبا لنقص الوقود مع نقص شديد في الأغذية والأدوية ومستلزمات الحياة الأساسية التي لاغني لإنسان عنها.
وأضاف حمدان : أما أبناء الشعب فمعظمهم في غزة ينحازون للمقاومة ويتحملون الأذى والبلاء وهذا ظاهر في تصريحاتهم لوسائل الإعلام كما يراه ويسمعه الجميع .
أما الوضع الميداني فرغم ضراوة العدو ورغم شدة تسلحه وعديده و قد تجاوز 30 ألفا من القوات النخبة فإن المجاهدين في أرض المعركة يتصدون لهم بقوة والمجاهدون في ثبات و صبر وهم يبلون بلاء حسنا و قد أجبروا العدو على التراجع والتوقف في نقاط معينة والانسحاب من نقاط أخرى و مثل لذلك بما يدور حول خان يونس من معارك شرسة حيث لا يحسن العدو التقدم واضطر للتراجع .
وأكد حمدان إن إطلاق الصواريخ يسير وفق ما هو مخطط له . وقال : نحن نعلم أن قوتنا لا تكافئ عشر قوات العدو لكننا نعلم أن الله معنا وقد وعدنا بالنصر حيث قال جل وعلا ( إن ينصركم الله فلا غالب لكم ) و إنا لنرجو نصر الله وتأييده والمجاهدون في كل ما يقومون به من عمل وما يرمون به من سلاح فهم أولا وأخيرا يستعينون بالله تعالى ويستمدون منه العون والسداد .
وفيما يتعلق بالاتصالات السياسية والواقع السياسي قال حمدان : كل الجهود لا تزال تنصب على النزول على شروط العدو وكل الاتصالات تسعى لتحقيق ما هدف له العدو وليس ما يريده المجاهدون وما يريده الشعب . و إننا لن نرضى أن نتنازل أو أن نفرط ونحن نتمنى الشهادة على أن نلقى الله وقد فرطنا أو ضيعنا .
وتابع حمدان : الاتصالات تسعى لوضع سياسي تتوقف فيه المقاومة لمدة عشرة أعوام وأن تقبل بالتسوية بحيث ينشأ كيان لا تزيد مساحته عن عشرة بالمائة من فلسطين منزوع السلاح ومطوق من العدو الصهيوني لا مكان للقدس فيه ولا عودة للاجئين . ولهذا لن نقبل بمثل تلك التسوية أو التهدئة وطالما أن الجهاد قائم فنحن لا نخشى بأس العدو .
واشتكى حمدان من تراجع و تراخ في دعم البعض لإخوانهم الفلسطينيين، وقال: إننا ولا زلنا نحسن الظن بهم ونرجو منهم أن يقفوا معنا بما يستطيعون . وقال حمدان : كثير من الناس يعيبون على حماس أنها تتلقى دعما من هنا أو هناك لكنهم ينسون أن حماس جزء من الأمة المسلمة التي أكرمها الله بحمل رسالة الإسلام وجعلها شاهدة على بقية الأمم ، لكن البعض حين يتراجع أو يقصر عن دعمنا ثم يحدث فراغ يأتي آخرون يملئونه فإنه يعد ذلك منقصة في حق حماس وهنا أقول : نحن هنا نود من هؤلاء أن يتحركوا ونرجو من علمائنا الكرام أن يصدعوا بكلمتهم وأن يقولوا كلمة الحق وأن لا يجلسوا في مقاعد الحكم فهم مقصد الناس وذلك ما كانت عليه سيرة العلماء .
وزاد حمدان : وأنا أطمئنكم أن حركة حماس وهي تدير المعركة فهي تضع نصب عينها أن ترضي الله تعالى وأن تحافظ على عقيدتها وعقيدة أبنائها وتحسن اختيار أصدقائها وحلفائها وهي تتعامل بالسياسة دون أن تخطئ في دينها أو تخطئ في فهم من تتعامل معه كائنا من كان.